عيد العلم

عيد العلم

أطلّ تشرين بنسائمه الباردة فاهتزّت الأيّام افتخارًا. كيف لا وهو يحتضن يومًا فوق كلّ الأيام، يومًا تربّع على عرش الكرامة واستراح. إنّه يحتضن يوم 22.

22 تشرين الثاني، في هذا التاريخ ذكرى استقلال وطني، وطني القادم من الحكاية، من وديان التاريخ البعيدة. وطني القادم من شراع البحارة، من خيوط الأرجوان من أبجدية جبيل.

ما الحريّة؟ ما الوطن؟ ما الاستقلال؟ سمعت الكثيرين يتساءلون، يذكرون كلمة استقلال بحرقة وغضب وأقلّه بسخرية. فأيّ استقلال محكوم بعبوديّة العوز والألم؟

أي استقلال؟ لهم أقول

إنه استقلال الكَيان والهويّة والانتماء…

إنّه استقلال القرب بجانب رفاة أمواتنا للصلاة على ترابهم…

إنّه استقلال وادي قنّوبين وعنّايا وعلاقتنا بحرّيّة مع السماء…

إنه استقلال عمالقة الفنّ والأدب، استقلال صوت فيروز الذي رفرف علمًا في الشّرق وفي العالم.

إنّه استقلال يهمس في أعماقنا “حافظوا على الوطن ما دام لكم وطن كي لا تسترجعوه بالحجارة”.

لهم أقول، إن ما خسرناه من مقوّمات وطن واستقلال لا يوازي ما لا زلنا نملكه وهو جدير بأن يدعى وطنًا، فكرامة الشعوب إن لم تتفجّر كالينابيع وتعلو كالأشجار فعبثًا تكون الشعوب حرّة.

ونحن شعب حرّ!

 
بقلم الأستاذة فاديا سبعلي
معلمة اللغة العربية في الابتدائي الأول